صحة حديث ضرب الوزغ باليد، وأما طريقة قتله فقد حثَّ عليها رسول الله فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك ). ولا يصح في فضل القتل للوزغ باليد شيء وليس لذلك أصل في الأحاديث، فلو قتله بأي شيء، نال الأجر بإذن الله، وهنا نتموتضع حول فكرة أن الله خلق جميع المخلوقات بقدرته وعظمته، فلما قام بخلقها لتأدية دورمن أدوار الحياة وللحفاظ على التوازن البيئي في هذه الدنيا، ومنها أن لكل حيوان موجود على كوكبنا له وظيفته لصالح البشرية التي كرمها الله لقوله تعالي في سورة البقرة {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا} ، وقوله في سورة النحل: { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } .
ماهي فائدة ومضار الوزغ أو ما يطلق عليه البريص
الوزغ أو ما هو متدرج بأم بريص عبارة عن زاحف من الزواحف الصغيرة وقد حثنا الشرع الحنيف بقتله، وبالتخلص منها ننال الأجر والثواب العظيم من الله، ولكن سبحان الله فإن وجودها يعمل بتوازناً بيئاً عجيب، فهي تقتل وتصطاد الصراصير والفراش والذباب والبعوض وصغار الحشرات، ولكن هذا الحيوان عندما يقوم بالنفخ على الطعام او الشراب أو تقع به، فإن الميكروبات والجراثيم التي بأرجلها تضر بصحة الناس بشكل عام، ولهذا يتوجب علينا قتلها عندما تتواجد داخل المنازل والشقق والتواجد الأدمي، فهو شبيه بقتل الزواحف الضارة مثل العقرب والفئران والحيات التي تسبب هلاك للإنسان، وهذا ما حثتنا عليه الشريعة الإسلامية السمحاء.
لماذا حثنا سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم علي قتل الوزغ
عندما قام عدو الله النمرود بجمع الحطب وهو الكفار لقتل وحرق سيدنا إبراهيم عليه أفضل صلاة وازكي سلام، واشعل النار العظيمة، التي جعلها الله برداً وسلاماً عليه كما ذكره القران الكريم، كانت الوزغ تنفخ على النار ليزداد من قوة اشتعالها وحتي لا تنطفئ، وهذا مذكره أغلب المحدثين في كتبهم ومنهم الحافظ المنذري تبعا للمعتقد السائد في ديوانه العظيم الترغيب والترهيب (3/379) بابا تحت اسم : ( التَّرْغِيب فِي قتل الوزغ ، وَمَا جَاءَ فِي قتل الْحَيَّات وَغَيرهَا مِمَّا يذكر ) .
وفي الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (2/ 352) : (وَ) يُسْتَحَبُّ أَنْ (يُقْتَلَ الْوَزَغُ) بِفَتْحِ الزَّايِ فِي أَيِّ مَحَلٍّ وُجِدَ وَلَا يُتَوَقَّفُ عَلَى اسْتِئْذَانٍ، وَلَوْ لَمْ يَحْصُلْ مِنْهُ أَذِيَّةٌ وَلَا كَثْرَةٌ لِأَنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَثٌّ وَرَغَّبَ فِي قَتْلِ الْوَزَغَةِ حَيْثُ قَالَ: «مَنْ قَتَلَهَا فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى فَلَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً، وَقِيلَ خَمْسُونَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الثَّالِثَةِ فَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ» ، وَفِي هَذَا مُخَالَفَةٌ لِقَاعِدَةِ كَثْرَةِ الْأَجْرِ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ لِمَا فِي تَأْخِيرِ الْقَتْلِ مِنْ التَّهَاوُنِ، وَإِنَّمَا خصَّ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – فِي قَتْلِ الْوَزَغِ لِمَا قِيلَ مِنْ أَنَّ الْوَزَغَةَ كَانَتْ يَهُودِيَّةً مَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِكَوْنِهَا كَانَتْ تَنْفُخُ النَّارَ الَّتِي أَحْرَقَتْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ أَوْ نَارَ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَكَانَ الْوَطْوَاطُ يُطْفِئُهَا، وَقِيلَ: لِأَنَّهَا مِنْ ذَوَاتِ السّمُومِ حَتَّى قَالَ إنَّهَا أَكْثَرُ سُمًّا مِنْ الْحَيَّةِ. هـ
